محمد عبد العاطي.
صفحة 1 من اصل 1
محمد عبد العاطي.
من مواليد قرية "فيشة قش" بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1950، حاصل على دبلوم في الزراعة التحق بالقوات المسلحة في 15 نوفمبر 1969 بعد النكسة بعامين. أنضم عبد العاطي في البداية لسلاح الصاعقة ثم أنتقل إلى سلاح المدفعية وتخصص في الصواريخ المضادة للدبابات وبالتحديد صواريخ روسية الصنع أسمها الروسي "مالوتكا" والمصري "فهد" وكانت وقتها أحدث صواريخ مضادة للدبابات تنضم لترسانة الأسلحة المصرية، وكان مداها يصل لثلاثة كيلو مترات.
ولأن الصاروخ "فهد" ليس صاروخا عاديا بل يتطلب جندي مدرب ذو مميزات خاصة من الاستعداد والحساسية وقوة التحمل والأعصاب واليقظة نظرًا لأن الجندي يكون مسؤولا عن إعداد الصاروخ وتوجيهه ثم إطلاقه والتحكم في مساره حتى وصوله إلى الهدف وتدميره، لذلك كانت الاختبارات تتم بصورة شاقة ومكثفة.
وينتقل عبد العاطي إلى الكيلو 26 بطريق السويس لعمل أول تجربة رماية بالصاروخ "فهد" في الميدان ضمن مجموعة من خمس كتائب، وكان ترتيبه الأول على جميع الرماة، واستطاع تدمير أول هدف حقيقي بهذا النوع من الصواريخ في مصر.
وتم اختياره لأول بيان عملي على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء سعيد الماحي، وتفوق والتحق بعدها بمدفعية الفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس، التي كانت تدعم الفرقة بأكملها أثناء العمليات، وبعد عملية ناجحة لإطلاق الصاروخ تم تكليفه بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات في مشروع الرماية الذي حضره قيادات الجيش المصري بعدها تمت ترقيته إلى رتبة رقيب مجند.
في 28 سبتمبر 1973 حصل عبد العاطي على اجازة لمدة 38 ساعة فقط، وعاد في أول أكتوبر إلى منطقة فايد حيث كان الجنود يستعدون لصدور الأوامر بالتحرك.
وبحلول يوم السادس من أكتوبر بدأت القوات المصرية في العبور، وكان عبد العاطي هو أول فرد من اللواء 112 مشاة (الكتيبة 35 مقذوفات) يتسلق الساتر الترابي وبعد لحظات بدأ سلاح الجو الإسرائيلي يدخل المعركة والقيام بغارات منخفضة لإرهاب الجنود فما كان من الجنود المصريين إلا أن أسقطوا أربع طائرات إسرائيلية بالأسلحة الخفيفة!.
وفي يوم 8 أكتوبر أنطلق اللواء 112 مشاة للأمام في محاولة لمباغتة القوات الإسرائيلية التي بدأت في التحرك على بعد 80 كيلومترًا باللواء 190 المصحوب بقوات ضاربة مدعومًا بغطاء جوي.
في هذا اليوم أطلق عبد العاطي أول صاروخ في المعركة ونجح في إصابة الدبابة الأولى، ثم أطلق زميله بيومي قائد الطاقم المجاور صاروخا فأصاب الدبابة المجاورة لها، وتابع هو وزميله بيومي الإصابة حتى وصل رصيده إلى 13 دبابة ورصيد بيومي إلى 7 دبابات في نصف ساعة فقط، ومع تلك الخسائر الضخمة قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية قمة الجبل، وبعدها اختاره العميد عادل يسري ضمن أفراد مركز قيادته في الميدان، التي تكشف أكثر من 30 كيلومترًا أمامها.
وفي اليوم التالي (9 أكتوبر) فوجئ عبد العاطي بقوة إسرائيلية مدرعة مكونة من مجنزرة وعربة جيب وأربع دبابات، وأطلق الصاروخ الأول علي المجنزرة فدمرها بمن فيها، ثم دمر الدبابة التى تليها ثم اصطاد الدبابات الآخرى واحدة تلو الآخرى حتى بلغ رصيده في هذا اليوم 17 دبابة.
وفي يوم 10 أكتوبر، دمر عبد العاطي ثلاث دبابات آخرى، كما استطاع اصطياد إحدى الدبابات التي حاولت التسلل إليهم يوم 15 أكتوبر، وفي يوم 18 أكتوبر دمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 23 دبابة و3 مجنزرات.
تم تكريم عبد العاطي من قبل وزير الحربية الراحل، المشير أحمد إسماعيل، وسُجل أسمه في موسوعة الأرقام العالمية العسكرية كصاحب ثاني رقم قياسي في أصطياد الدبابات وعُرف منذ ذلك الحين بصائد الدبابات.
عاد عبد العاطي إلى قريته بعد الحرب كأي جندي مخلص أنتهت مهمته عسكريا، وأصبح رئيس لمركز شباب القرية وكان اهتمامه الأول بالرياضة ورفع مستوى اللياقة البدنية للشباب وكان ينبههم دائما إلى انهم ذراع هذه الأمة ويجب أن تكون ذراع قوية يعتمد عليها وكان دائما ما يحكي لهم سير أبطال أكتوبر.
في عام 2001 أصيب بغيبوبة كبدية، وكانت أول مرة في حياته يدخل المستشفى وقال الأطباء أن حالته تحسنت، وعاد لممارسة خدماته لأهل القرية، وبعد خمسة أيام دخل مستشفى جامعة الزقازيق مصابا بدوالي المريء، وبقى في المستشفى لمدة أسبوعين.
وفي التاسع من ديسمبر 2001 صعدت روحه إلى بارئها عن واحد وخمسين عاما .
بقى أن نعرف أن إسرائيل أحتفلت بوفاة عبد العاطي بعد أن بلغها النبأ.
المصدر...المؤرخ.
ولأن الصاروخ "فهد" ليس صاروخا عاديا بل يتطلب جندي مدرب ذو مميزات خاصة من الاستعداد والحساسية وقوة التحمل والأعصاب واليقظة نظرًا لأن الجندي يكون مسؤولا عن إعداد الصاروخ وتوجيهه ثم إطلاقه والتحكم في مساره حتى وصوله إلى الهدف وتدميره، لذلك كانت الاختبارات تتم بصورة شاقة ومكثفة.
وينتقل عبد العاطي إلى الكيلو 26 بطريق السويس لعمل أول تجربة رماية بالصاروخ "فهد" في الميدان ضمن مجموعة من خمس كتائب، وكان ترتيبه الأول على جميع الرماة، واستطاع تدمير أول هدف حقيقي بهذا النوع من الصواريخ في مصر.
وتم اختياره لأول بيان عملي على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء سعيد الماحي، وتفوق والتحق بعدها بمدفعية الفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس، التي كانت تدعم الفرقة بأكملها أثناء العمليات، وبعد عملية ناجحة لإطلاق الصاروخ تم تكليفه بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات في مشروع الرماية الذي حضره قيادات الجيش المصري بعدها تمت ترقيته إلى رتبة رقيب مجند.
في 28 سبتمبر 1973 حصل عبد العاطي على اجازة لمدة 38 ساعة فقط، وعاد في أول أكتوبر إلى منطقة فايد حيث كان الجنود يستعدون لصدور الأوامر بالتحرك.
وبحلول يوم السادس من أكتوبر بدأت القوات المصرية في العبور، وكان عبد العاطي هو أول فرد من اللواء 112 مشاة (الكتيبة 35 مقذوفات) يتسلق الساتر الترابي وبعد لحظات بدأ سلاح الجو الإسرائيلي يدخل المعركة والقيام بغارات منخفضة لإرهاب الجنود فما كان من الجنود المصريين إلا أن أسقطوا أربع طائرات إسرائيلية بالأسلحة الخفيفة!.
وفي يوم 8 أكتوبر أنطلق اللواء 112 مشاة للأمام في محاولة لمباغتة القوات الإسرائيلية التي بدأت في التحرك على بعد 80 كيلومترًا باللواء 190 المصحوب بقوات ضاربة مدعومًا بغطاء جوي.
في هذا اليوم أطلق عبد العاطي أول صاروخ في المعركة ونجح في إصابة الدبابة الأولى، ثم أطلق زميله بيومي قائد الطاقم المجاور صاروخا فأصاب الدبابة المجاورة لها، وتابع هو وزميله بيومي الإصابة حتى وصل رصيده إلى 13 دبابة ورصيد بيومي إلى 7 دبابات في نصف ساعة فقط، ومع تلك الخسائر الضخمة قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية قمة الجبل، وبعدها اختاره العميد عادل يسري ضمن أفراد مركز قيادته في الميدان، التي تكشف أكثر من 30 كيلومترًا أمامها.
وفي اليوم التالي (9 أكتوبر) فوجئ عبد العاطي بقوة إسرائيلية مدرعة مكونة من مجنزرة وعربة جيب وأربع دبابات، وأطلق الصاروخ الأول علي المجنزرة فدمرها بمن فيها، ثم دمر الدبابة التى تليها ثم اصطاد الدبابات الآخرى واحدة تلو الآخرى حتى بلغ رصيده في هذا اليوم 17 دبابة.
وفي يوم 10 أكتوبر، دمر عبد العاطي ثلاث دبابات آخرى، كما استطاع اصطياد إحدى الدبابات التي حاولت التسلل إليهم يوم 15 أكتوبر، وفي يوم 18 أكتوبر دمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 23 دبابة و3 مجنزرات.
تم تكريم عبد العاطي من قبل وزير الحربية الراحل، المشير أحمد إسماعيل، وسُجل أسمه في موسوعة الأرقام العالمية العسكرية كصاحب ثاني رقم قياسي في أصطياد الدبابات وعُرف منذ ذلك الحين بصائد الدبابات.
عاد عبد العاطي إلى قريته بعد الحرب كأي جندي مخلص أنتهت مهمته عسكريا، وأصبح رئيس لمركز شباب القرية وكان اهتمامه الأول بالرياضة ورفع مستوى اللياقة البدنية للشباب وكان ينبههم دائما إلى انهم ذراع هذه الأمة ويجب أن تكون ذراع قوية يعتمد عليها وكان دائما ما يحكي لهم سير أبطال أكتوبر.
في عام 2001 أصيب بغيبوبة كبدية، وكانت أول مرة في حياته يدخل المستشفى وقال الأطباء أن حالته تحسنت، وعاد لممارسة خدماته لأهل القرية، وبعد خمسة أيام دخل مستشفى جامعة الزقازيق مصابا بدوالي المريء، وبقى في المستشفى لمدة أسبوعين.
وفي التاسع من ديسمبر 2001 صعدت روحه إلى بارئها عن واحد وخمسين عاما .
بقى أن نعرف أن إسرائيل أحتفلت بوفاة عبد العاطي بعد أن بلغها النبأ.
المصدر...المؤرخ.
كريم نور- عضو Vip
- عدد الرسائل : 116
تاريخ التسجيل : 07/10/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى