baladna
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصه حياه رئيس جمهوريه الفن أحمد ذكى.

اذهب الى الأسفل

قصه حياه  رئيس جمهوريه الفن أحمد ذكى. Empty قصه حياه رئيس جمهوريه الفن أحمد ذكى.

مُساهمة  كريم نور الثلاثاء أكتوبر 09, 2007 8:41 pm

في يوم الثامن عشر من نوفمبر من عام 1949 وفي واحد من بيوت مدينة الزقازيق ولد هذا الفتى الأسمر لأب وأم متوسطي الحال مثلهما مثل غالبية الشعب المصري البسيط.. لم يكن أحد يتخيل أن هذا الولد الصغير سيحمل على كاهله كل هذه الهموم التي حملها، وفي قلبه كل هذه المشاعر التي جسدها، وفي كل ذرة من كيانه تلك الموهبة التي خلدت اسمه في تاريخ الفن.. كان هذا اليوم هو مولد النمر الأسود.. "أحمد زكي"..

قبل أن يكمل هذا الطفل عامه الأول فقد والده الذي لم يكن قد غرس ملامحه في ذاكرته بعد، ليعيش اليتم قبل أن يعرف معنى هذه الكلمة، وتتزوج الأم فلا مجال لأن تعيش المرأة عزباء بالطبع في ظل التقاليد الموروثة، وينتقل بطلنا إلى بيت جده الذي يتولى رعايته..

ويلتحق النمر الأسود الصغير بالمدرسة وهناك يثبت أنه مختلف.. لم يكن الاختلاف في كونه متفوقا في الدراسة، فقد كان طالبا عاديا من الناحية العلمية، ولكن الاختلاف كان من كونه أكثر زملائه ذكاء.. كانت عينه التي تمتلئ بالحسم حينا والرقة أحيانا، بالقسوة إذا أراد وبالحنان دائما في خليط لا يمكن أن يتكرر تشع بالعبقرية والذكاء الحاد، والقدرة على التقاط كل صغيرة تدور حوله وتخزينها في الحال.

وتمر الأيام ويدخل المدرسة الثانوية الصناعية ليرى فيه ناظر المدرسة قدرة فذة على التمثيل فيشجعه على رعاية هذه الموهبة، وينصحه بدراسة التمثيل، وهو ما يفعله "أحمد زكي" الذي يشد الرحال إلى القاهرة وهو في سن العشرين ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في فترة كانت البلاد فيها تمر بمرحلة غاية في الصعوبة.. كانت البلاد تعيش أزمة النكسة.. تلك النكسة التي أدمت قلوب كل المصريين وضمنها قلب النمر الأسود "أحمد زكي".

ومع التحاقه بمعهد الفنون المسرحية تظهر موهبته جلية أمام الجميع لتلتقطه العين الخبيرة فيقدمه الفنان الكبير "عبد المنعم مدبولي" وهو لم يزل طالبا في دور صغير بواحدة من المسرحيات الرائعة التي مازالت تضحك كل من يراها حتى الآن.. كانت "هاللو شلبي" هي البداية.. وكان هذا الدور الصغير الذي قدمه "زكي" هو نقطة الانطلاق إلى النجومية.. مازلنا نتذكره وهو يقلد الفنان الكبير "محمود المليجي" لينتزع صيحات الإعجاب من كل من شاهده..

ويتخرج "زكي" في المعهد عام 1973وكان الأول على دفعته بتقدير امتياز، وهو ذات التقدير الذي أعطاه له كل من شاهده وهو يمثل، وتأتي نقطة الانطلاق الثانية من خلال مدرسة المشاغبين.. وقف "زكي" مع عمالقة جيله.. وقف ليناطح صاروخي الكوميديا "عادل إمام" و"سعيد صالح" والموهبتين الصاعدتين في هذا الوقت "يونس شلبي" و"هادي الجيار" وقبل كل ذلك سيدة المسرح الكوميدي الأولى "سهير البابلي" والخبير "حسن مصطفى".. ولم يكن "زكي" بأقل من الجميع، بل استطاع أن ينتزع الدمعة من عين كل من شاهد المسرحية ويشاهدها بأدائه الصادق لشخصية الطالب "أحمد" اليتيم الفقير الذي تضطره الظروف لأن يكون وسط هؤلاء المشاغبين.. كان "أحمد زكي" الدمعة الحزينة وسط عاصفة الضحك التي كان يفجرها كل أبطال المسرحية.

ويبدأ مشوار "زكي" في السينما مع فيلمي "بدور" و"أبناء الصمت" في عام 1974 ورغم أن دوريه في الفيلمين كانا صغيرين إلا أنه كالعادة نجح في لفت الانتباه له بحضوره الطاغي وأدائه الذي يمثل السهل الممتنع.

وينطلق "زكي" مع السينما في أواخر السبعينيات وفي ذات الوقت كان يلمع مع رفيقيه "سعيد صالح" و"يونس شلبي" وأستاذه "حسن مصطفى" في رائعتهم "العيال كبرت"..

وتأتي أول بطولة لـ"زكي" في عالم السينما على طبق من ذهب، فلم يكن أحد يتخيل أنه وبعد مرور أربع سنوات فقط على بدايته السينمائية، ووسط هذه الكوكبة اللامعة من نجوم السينما في هذه الفترة؛ "محمود يس" و"نور الشريف" و"حسين فهمي"، أن تصر النجمة الكبيرة "سعاد حسني" على أن يقوم بدور البطولة في فيلم "شفيقة ومتولي" ذلك الفتى الأسمر النحيل "أحمد زكي".. وينجح "زكي" في الامتحان العسير ليكتب اسمه بأحرف من نور في سجلات السينما المصرية..

وتتتابع نجاحات "زكي" وتتعدد أعماله، ولكن وسط كل أعماله المميزة لا يمكننا إلا أن نتوقف عند بعض الأعمال التي ستظل عالقة في ذهن كل محبي السينما ومحبي "أحمد زكي"..

من يستطيع أن ينسى دوره الصعب في فيلم "المدمن" عام 1983.. لقد جسد "زكي" دور المدمن بجدارة.. آلامه.. هياجه.. عيونه الزائغة.. ضعفه في لحظات، وجبروته في لحظات أخرى.. إنه دور لن يسقط من ذاكرة السينما.

هل تستطيع أن تنسى "محمد" في "النمر الأسود" عام 1984؟ ذلك الفتى الذي يشد الرحال إلى ألمانيا ليجد عملا ينفق منه على نفسه وأهله الذين يقفون في طابور المعاناة الذي يقف فيه معظم المصريين، وهناك يصبح بطلا في الملاكمة.. هل تستطيع أن تنسى النمر الأسود؟

من يجرؤ على عدم الوقوف مشدوها مندهشا أمام براعته في "الحب فوق هضبة الهرم" عام 1986 وذلك الشاب البائس مثل بقية جيله والذي لا يحمل أملا في الحياة سوى أن يتزوج ممن يحب.. ولكن هذا في ظل الظروف المتاحة يعد ترفا ليس من حقه أن يحلم به.. أم لم تشعر أن "زكي" في هذا الفيلم هو كل شاب مصري؟

من يمكنه أن يغض الطرف عن واحد من أهم أفلام السينما المصرية "البريء" عام 1986؟ كان "أحمد زكي" ذلك الجندي المقهور الذي يرفض أن ينفذ تعليمات قائده من أجل إيمانه بالفكرة، بالمبدأ الذي يظل مدافعا عنه حتى النهاية.. أقصد حتى الموت..

ألم تضحك مع "زكي" من قلبك في "أربعة في مهمة رسمية" و"البيه البواب"؟ ألم تخف منه وتلعنه في "زوجة رجل مهم"؟ ألم تتعاطف معه وتضحك وتبكي في آن واحد في "ولاد الإيه"؟ ألم تشعر بعبقريته في "البيضة والحجر"؟ ألم تصفق له على تفرده في "الهروب" وكذلك في"المخطوفة"؟ ألم تندهش من أدائه في "ضد الحكومة"؟ ألم تغنِ معه في "هيستيريا"؟ ألم تهتف له معجبا في "أرض الخوف"؟ ألم تشعر بأن الحياة قد عادت من جديد لـ"عبد الناصر" في "ناصر 56" وأنك تشاهد "السادات" بكل كيانه في "أيام السادات".

ومع كل هذا التاريخ السينمائي كان على "زكي" أن يترك لنا بصمة في التليفزيون، وهل هناك بصمة أقوى من رائعة "الأيام" التي جسد فيها شخصية عميد الأدب العربي "طه حسين"؟ أهناك أجمل من تحفة "هو وهي" مع الرائعة "سعاد حسني"؟

ولأن "زكي" عشق الدراما، فقد كان لابد من نهاية.. نهاية للرحلة.. هاجم المرض الخبيث "أحمد زكي" ولأنه لم يتعود الاستسلام فقد حاربه حتى النهاية ومع كل الآلام التي أحاطت به وقف "زكي" مقاوما ليجسد دور العندليب "عبد الحيم حافظ" في فيلم "حليم"...

وفي يوم الأحد 27 مارس 2005 رحل "زكي" بعد أن قدم لنا كل ما يؤكد أنه واحد من أعظم من وقفوا أمام كاميرات السينما وسلطت عليه عدساتها مقتربة من كل خلجة من خلجاته لتوصلها إلى مشاهدي السينما من خلال الـ"زووووووووم"..
كريم نور
كريم نور
عضو Vip
عضو Vip

عدد الرسائل : 116
تاريخ التسجيل : 07/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى